لم يعد هناك يوميات لنكتبها .. فلم يعد هناك زوجين يغضبان ويبتعد أحدهم ويبحث عنه الآخر .,.ويلعبان معا لعبة القط والفار ، ويدوران معا حول النار
كما يفعل الهنود الحمر ،ثم يتظاهر أحدهم بالموت ويسقط الآخر على صدره باكيا ..ثم تنتهي هذة الدراما المجنونة بالضحكات والقبلات
والآن لم يعد هناك يوميات لنكتبها ..واستبدلناها بمقابر نزورها..
حقا لم يبقى هنا أحد ..لا شئ هنا الا قبر تزوره عاشقة شقراء تضع ورودها فوقه ثم تشرع في كتابة الوصايا ..
الوصية الأولى/
أوصيك يامن تقرأ بالأتي: أعبر أعبر ولا تنظر الي الخلف أعبر أعبر حيث الأمام
وأياك أن تسول لك نفسك العودة الي الوراء ..لاأريدك أن تكون مثلي وتلتقي من يشبهك في زحمة الموتى
فلا تستطيع ان تحبه ولايستطيع ان يحبك ..
الوصية الثانية/
هل سمعتم يوما باليمامة ابنة كليب ابن ربيعة اني أنحدر من سلالة حزنها على ابيها وفجيعتها بحبيبها الذي اخذها الي الجنون والذي لم يعرفها سيعرفها حين يقرأني ..اربعين عام هوعمر انتقامها وبكائها للفراغ الذي احدثوه بقتل ابيها وبقيت عمرها قضته مجنونة ..منذ اليوم سأعلمكم طرق كثيرة للبكاء سأهجر وسائدي وأهاجر مع الريح حيث يتحول البكاء الي غربة ..لن امارس طقوس الحزن هذة المره داخل اقفاص الذكريات سأغادرها راكضة باتجاه المقابر علني اجد هناك من يشبهني ..
الوصية الثالثة/
هذة الوصايا المؤلمة لن تغادر بريدي إليك أبد الا بعد ان أفقد الحياة لقد أوصى بذالك قلبي انه يرفض لك الشقاء حتى وانا أتعذب ..
الوصية الرابعة/
إلي صديقتي التي غابت في غموض شديد ولم أعثر عليها حتى الآن ..أشعلي نارا خلف هذة الصخور حتى تبصري جثتي جيدا وتقرئي الوصية حين تأخرت كثيرا تركت لك هذة الاوراق مخبأة في خزائن هذة المدينة ففي الخامسةوالعشرين من تماما العمر تضخمت بي الاحزان فأردت أن أغادر الحياة فأين كنت عن كل ما يجري رأيتهم يحفرون لي قبرا لم يعد احد منهم يريد لي البقاء ..
الثلاثاء فبراير 09, 2010 5:08 pm